عُرسْ الشيخ عبده

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشربينى خطاب
    عضو أساسي
    • 16-05-2007
    • 824

    عُرسْ الشيخ عبده

    عُرسْ الشيخ عبده

    عندما بدأت الفرقة الموسيقية في عزف الألحان الصاخبة تمايل الرجال واهتزت خصر النساء والفتيات وأحكم الشباب حولهن الدائرة ، دخل الشيخ " عبده" الحلبة راقصاً ، التف حوله المدعون غير مصدقين انه يستطيع الرقص برجل واحدة ، متناسين أن أول الرقص حجل وحنجلة ، بين الحين والحين يرفع العريس عكازه في الهواء ملوحاً به لعروسه ثم يرتكز به علي الأرض قبل أن يقع ، يواصل الرقص وعلي وجهه ابتسامة وردية ، صعد إلي المسرح ثم جلس بجوار العروس ، رمقته بعيون خجلي ، اكتسي وجهها بلون العذارى ، داعبته الراقصة بلمسة ماجنة ، هم ليجاريها لولا أن نهرته أمة فهدأت عواطفه برهة ، استكان ثم أطرق إلي الأرض ، انقضت عليه ذكرياته المؤلمة ، تلك " العلقة " التي نالها عي يد شيخه في الكُتَّاب ، يوم أن خطف ابنته علي حصانه " الغاب " ليمارسا معها لعبة الصبيان والبنات المحببة 00!!
    انتبه علي لحن ختام حفل الزواج ، تأبط ذراع عروسه وأحكم القبض عليه تحت إبطه اليمين فالعكاز في الناحية الأخرى ، ما أن اقترب قارعو الدفوف من عش الزوجية حتى بدأت طقوس الحموات ، حملوا " هنية " علي طست نحاس خشيه أعمال السحر والشعوذة وأدخلوها إلي العش ، قفز خلفها العريس كالقرد الذي يقفز علي أغصان شجرة جرداء ، وضع عكازه في فتحة جلبابه وفرد رجله الأخرى ، سد بهم الباب ثم أغلقه من الداخل بالترباس 0
    افترشت الحموات الأرض أمام الدار غاضبتين ، التصقت آذان النساء بالجدران
    ، لم يسمعن إلا صوت ارتطام أعمدة السرير بالحوائط ، صرخة مدوية غطت علي صرخة العروس أعقبها طرقات متلاحقة علي وجه الباب00
    فرَّت عواطف الشيخ "عبده" إلي الداخل مذعورة ، ما إن جذب الترباس حتى اندفعت أمه صارخة
    : أمك ماتت من الفرحة يا " هنيَّة "
    جلس العريس أمام دار العزاء ، يراقب وفود النسوة المتسربلة بالسواد ، كأسراب غربان تنعق بالخراب ، تصارعه هواجسه وتحرضه عواطفه للعصيان والثورة ، هل يحتمل فراق عروسك بعد أن تذوق رشفة من شهر العسل أيام الحداد الثلاث ، أم سيظل فراشه بارداً إلي أن ينتهي الحداد 00!!؟ هز رأسه وحدث نفسه هامساً بصوت ضعيف
    : لا 00 لا
    اقتحم معسكر الحريم بغتة، انتصب واقفاً وسط النادبات ، ارتبكن وارتبكت العروس من هول المفاجأة
    سألته مندهشة : " عاوز حاجة يا سي عبده
    : قوميي روَّح ْ
    : لسه العزا مخلصش
    : ليش دعوة
    احمرت وجنتا " هنية " لمَّا رأت في عينيه آتون نار ، تلعثمت وزاد من ارتباكها عيون النسوة اللاتي تراقبهن باهتمام شديد ، يستمعن بشغف للحوار الدائر بين العروسين ، تلاشت الأحزان في لحظة وحل محلها في الوجدان ذكريات شهر العسل 00
    تحاول "هنية " جهدها أن تغير مجري الحديث ، داعبته بغمزة من عينها ثم قالت
    : " العشا عندك في النمليَّة "
    : أكل 00لا 00 ننه هووووووووه
    وارت النسوة خدودهن خلف ستائر الأحزان باسمات ثم شاركن في الحوار الدائر بشغف من خلف براقعهن
    : مستعجل علي إيه ؟
    : بكرة تزهق00!!
    : أمه قول 00 عبده هات نونو
    قالت العروس ضاحكة
    : الله يفضحك رااااجل
    : قومي يا بنتي شوفي طلبات جوزك
    تهيأت النساء للرحيل علي عجل ، فردن ملاءاتهن السوداء كأجنحة سرب طيور يستعد للطيران / رفرفن بالأجنة فطردن نسمة هواء ساخنة التصقت بالأجساد ، أخفت البراقع عواصف الشوق واللهفة ولمعان العيون 00
    خطف الشيخ " عبده" عروسه مرة ثانية علي حصانه "الغاب " وعاد بها فرحاً إلي عش الزوجية ، قبل أن يصعد للفراش ترامي إلي سمعه صراخ أخواته البنات
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    حرام عليك ياشربينى ، طلعت شرابينى !
    بهدلتنى ، و بهدلت الشيخ عبده ، و فى أسعد أيام عمره ، هل تكيد له ، و تكيد بنا أيها الرجل ؟!!
    إنك تحفر فى نفس الطريق ، و تبنى على ما سبق ، وهذا مدماك آخر ، فى بنيانك القصصى ، الذى يتخذ له طريقا ثابتا ، وواضح المعالم .. القرية !!
    رجالها و نساؤها ن شبابها و كهولها ، عاداتها و تقاليدها المتوارثة عبر السنين ،
    و كمية الصدق التى تترجم الحالة ، و تضعها هنا على الأوراق كافية تماما ، لكى تحدث دهشتها المتوقعة !
    إنه الأدب القصصى الجميل الذى عشنا كثيرا ، و تغذينا به على امتداد أعمارنا ..
    أنت هنا بن هذه البيئة ، تخلص لها ، و تتحيز لكل حبة تراب على أرضها ، كما تميز الكثيرون من الكتاب الكبار !!
    الشربينى الجميل إننى أحس بطعم ورائحة القرية المصرية ، التى قدمها يوسف ادريس ، و يوسف أبوريا ، و جار النى الحلو ، وأيضا الكاتب الجميل خيرى شلبى !

    أحببت هذا العمل كثيرا كثيرا !!
    شكرا لك صديقى

    تحيتى و تقديرى
    sigpic

    تعليق

    • مجدي السماك
      أديب وقاص
      • 23-10-2007
      • 600

      #3
      الرائع الشربيني خطاب..تحياتي
      قصة جميلة جدا..لغة رائعة..غصت في عالم حي وحقيقي..بطريقة رائعة ومذهلة..خالص احترامي
      عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

      تعليق

      • الشربينى خطاب
        عضو أساسي
        • 16-05-2007
        • 824

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
        حرام عليك ياشربينى ، طلعت شرابينى !
        بهدلتنى ، و بهدلت الشيخ عبده ، و فى أسعد أيام عمره ، هل تكيد له ، و تكيد بنا أيها الرجل ؟!!
        إنك تحفر فى نفس الطريق ، و تبنى على ما سبق ، وهذا مدماك آخر ، فى بنيانك القصصى ، الذى يتخذ له طريقا ثابتا ، وواضح المعالم .. القرية !!
        رجالها و نساؤها ن شبابها و كهولها ، عاداتها و تقاليدها المتوارثة عبر السنين ،
        و كمية الصدق التى تترجم الحالة ، و تضعها هنا على الأوراق كافية تماما ، لكى تحدث دهشتها المتوقعة !
        إنه الأدب القصصى الجميل الذى عشنا كثيرا ، و تغذينا به على امتداد أعمارنا ..
        أنت هنا بن هذه البيئة ، تخلص لها ، و تتحيز لكل حبة تراب على أرضها ، كما تميز الكثيرون من الكتاب الكبار !!
        الشربينى الجميل إننى أحس بطعم ورائحة القرية المصرية ، التى قدمها يوسف ادريس ، و يوسف أبوريا ، و جار النى الحلو ، وأيضا الكاتب الجميل خيرى شلبى !

        أحببت هذا العمل كثيرا كثيرا !!
        شكرا لك صديقى

        تحيتى و تقديرى
        صديقي ربيع
        ليتني أستطيع رد بعض الجميل لبلدي والذي سبقني بالكشف
        عن شخوصها المهمشة القامات الأدبية العظيمة الذين ذكرتهم
        علي سبيل المثال
        {يوسف ادريس ، و يوسف أبوريا ، و جارالنبى الحلو ، وأيضا الكاتب الجميل خيرى شلبى !0000 وآخرون }
        أثلجت صدري بقولك إني أسير علي نفس الطريق الذي مهدوة
        شكراً أخي

        تعليق

        • الشربينى خطاب
          عضو أساسي
          • 16-05-2007
          • 824

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مجدي السماك مشاهدة المشاركة
          الرائع الشربيني خطاب..تحياتي
          قصة جميلة جدا..لغة رائعة..غصت في عالم حي وحقيقي..بطريقة رائعة ومذهلة..خالص احترامي
          الأستاذ الفاضل / مجدي السماك
          كلمات رقيقة ومشجعة من قاص بارع
          خالص شكري وامتناني

          تعليق

          • الشربينى خطاب
            عضو أساسي
            • 16-05-2007
            • 824

            #6
            [align=center]مازال سرادق العزاء منصوب
            لإستقبال من سيواسي الشيخ عبدة [/align]

            تعليق

            يعمل...
            X